25, ماي 2005, اسطنبول.. ملعب اتاتورك. المعجزه
في ليفربول كانت الحانات ممتلئه بالمشجعين المغنين المرتدين لألوان الفريق التقليدية، بينما ساحات مدينة ميلان تعج بالآلاف من المشجعين الذي تجمعوا أمام الشاشات العملاقة لمشاهدة فريقهم يلعب.
ميلان يدخل المباراة بتشكيلته المددجه بالنجوم من الحارس للمهاجم, الجميع يتوقع فوز ميلان.
بدأت المباراة سريعا بهدف مالديني وبدو لاعبي ميلان كالمتعطشين للدماء علامات وجوهم تدل على ذلك، حينها دخل لاعبي ليفربول موضع الشك والرعب منذ البداية.
بينتز خارج الملعب يحاول اعادة لاعبيه للمباراة..
بينما القائد جيرارد يحاول تضميم الجراح داخل الملعب لكن الجراح تعمقت عندما مرر كاكا كرة بينية ساقطة لشيفينشكو الذي بدوره مررها للارجنتيني كريسبو ليسكنها بالشباك.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى كرر كريسبو فعلته بعدها بدقائق لينتهى الشوط الأول بفوز ميلان بثلاثة أهداف للاشيء.
معلق المباراة يقول "تصبح على خير يا ليفربول"
الأمر بالنسبة للاعبي الريدز كان أشبه بمشاهدة فيلم رعب بشكل بطيء للغاية....
الالاف من مشجعين الريدز القادمين الى ملعب اتاتورك رفضت الاستسلام لتقف بين الشوطين تغني بصوت واحد...
"مهما حصل من أمر فنحن معكم، إن كنا سنخسر فلنخسر سويًا، وإن كان هناك من أمل فلنبقه حيّا سوية"
"لن تسير وحدك يا ليفربول" يكرروها مرارا وتكرارا بصوت واحد
دخل لاعبي الريدز الشوط الثاني بين الالآف من اصوات تلك الحناجر.
بدأت الحكاية عند قفزة كابتن الفريق جيرارد في الدقيقة الرابعه والخمسين وتسجيله لهدف تقليص الفارق.
يسجل جيرارد الهدف ويعود مع الكرة الى المنتصف في اشارة للاعبيه بأننا قادرون.
وقبل ان يلتقط لاعبي ميلان انفاسهم سجل اللاعب التشيكوسلوفاكي سميتشر الهدف الثاني للريدز بعدها بدقيقتين فقط...!
نفس المعلق الذي ردد "تصبح على خير يا ليفربول" يقول" نعم المعجزات ممكنة، المعجزات ممكنه"
ليحتسب بعدها بأقل من اربع دقائق حكم اللقاء ضربة جزاء نفذها الاسباني "الونسو" بنجاح على مرتين بعد ان صدها ديدا في المرة الاولى.
ست دقائق كانت كفيلة بنقل الكابوس من ليفربول إلى ميلان, نفس فيلم الرعب الذي شاهده لاعبي ليفربول الشوط الاول اصبح يشاهده لاعبي ميلان بست دقائق الشوط الثاني.
ولأن تشكيلة الميلان مدججه بالنجوم استطاع الميلان اعادة السيطرة على المباراة الى التسعين وبعدها الشوطين الاضافيين.
الى ان اتت المعجزه الاخرى..
وبينما كان الجميع ينتظر انتهاء الاشواط الاضافية أتت الدقيقة السابعة عشر بعد المئة، أي قبل ثلاث دقائق من إعلان انتهاء المباراة بالتعادل.
ترفع الكرة باتجاه منطقة جزاء ليفربول، ويضرب أفضل مهاجم في العالم الكرة فيصدها الحارس، لتعود مجددًا إلى شيفشينكو الذي يسددها في جسد الحارس فتخرج خارج الملعب.
تنفس لاعبي الريدز انفاسهم الاخيره، لتتجه المباراة لركلات الحظ الترجيحية معلنه عن فوز النادي الانجليزي بالكأس الخامسه بتاريخه.
الامر اشبه برواية درامية لا تصدق يقول" بيرلو " في كتابه وحديثه عن نهائي اسطنبول:
"لم اتمكن من النوم كنت انام لفتره قصيرة وبشكل سيء، وكأني ذاهب الى النوم مع دوديك وزملائه في ليفربول ، اغتصاب في كرة القدم بدون نهاية ..لا اتمنى ابدً ان اعيش ليلة اخرى مثل ليلة ٢٥ مايو ٢٠٠٥ لن اتمكن من استحمال ذالك ابداً ..
بعد عامين ، عدنا للحياة ، فزنا بفس البطولة على نفس الفريق ، لكنها لم تكن فرحة كاملة..لا تزال جثثنا السابقة دافئه، علقنا جنازة 2005 بجانب بطولاتنا كي لا ننساها ، يُقال ان الإنتقام طبق يفضل ان يُقدم بارداً"