الصراع الذي كان و مازال بين ميسي و رونالدو يمكن القول عنه أنه من افضل الأشياء التي حدثت في تاريخ اللعبة و ستظل في أذهان الكثيرين ممن شاهدوها، و يمكن القول أيضاً أن هذا الصراع كان من اكبر أسباب تطوير الكرة الأوروبية مؤخراً، ليس علي الصعيد التنافسي فحسب بل حتي إعلاميا و إقتصاديا، لكن أيضاً هنالك الكثير من الأمثلة التي تجمع بين طرفين مختلفين ينتج عنها صراع كروي عظيم، و الأمر غير مقتصر فقط علي اللاعبين داخل أرضية الملعب، بل حتي علي مقاعد البدلاء و خط التماس الذي يشهد على الكثير من صراعات و حرب العقول و الأفكار .
فكما رأينا بيب جوارديولا و جوزيه مورينهو في اسبانيا و الان في انجلترا، ايضا رأينا ماكس اليجري و ماوريسيو ساري مؤخراً في الكالتشيو، و قديما في الارجنتين كان هنالك سيزار مينوتي و كارلوس بيلاردو، و الكثير من هذه الصراعات التي ينتج عنها أفكار تنافسية يٌحترم فيها العقل بين الأسلوب الهجومي و الآخر الدفاعي .
ايضا في ايطاليا بين أواخر الثمانينات و أوائل التسعينيات كان هناك صراع كروي عظيم يدور حول نفس الفكرة بين اثنين من افضل مدربي اللعبة و من اكثر من وضعو بصماتهم عليها خصوصاً في ايطاليا، اريجو ساكي و جوفاني تراباتوني، بعيداً عن الفارق الكبير بين ارقام بطولاتهم، إلا أن مبارياتهم دائما ما كانت تنافسية و تجمع بين صراع الأفكار بينهم و كذالك بين اللاعبين و الجمهور لأن الأمر ايضا يتعلق بديربي ميلانو ..، ساكي كان مدربا لميلان وهو لم يكن لاعباً في السابق بل جاء كشخص حالم يريد أن يجمع بين الفن و كرة القدم في صورة واحدة يترجمها اللاعبون علي أرضية الملعب، كان يري دائما أن كرة القدم كالمقطوعه الموسيقية، أن اختلف أحد العازفين فيها عن البقية في طريقة العزف سوا متاخرا أو متقدما في الوقت لفسدت المقطوعة، لذلك لابد أن يتفاعل الفريق بشكل جماعي .
أما تراباتوني فكان لاعباً لميلان في الستينيات و من ثم أصبح مدرب الفريق في السبعينيات، و مدربا لليوفي في الثمانينيات، قبل ان يتحول للطرف الآخر من المدينة ليصبح مدربا للإنتر، تراباتوني كان مدرب نفعي لاقصي درجة، لا يوجد لديه اي مشاكل في فعل أي شيء في سبيل الفوز، التقدم بهدف و حماية مناطقه بقية المباراة و الفوز بها قد يطيل عمره مئة عام بشكل إضافي، هذا الرجل كان دائماً يمتلك صورة مستقبلية في ذهنه يسبق بها الآخرين، لدرجة أنه قال عن حكم مباراة ايطاليا و كوريا الجنوبيه في مونديال 2002 بكوريا و اليابان: 'هذا الحكم مكانه الحقيقي هو السجن' و بعد التصريح بعام تم القبض على الحكم بتهمة التجاره بالمخدرات، الأمر نفسه كان يفعله في الكثير من المباريات ايضا في دراسة خصومه، و هذا ما يضعه دائما علي رأس قائمة المدربين المميزين في اللعبة التي تفوز فيها فقط عندما تمتلك العقل قبل القدم! .
#mohamed_hendawy